ماذا يعني نزول عشرة أشخاص في مطار بيروت من طائرة إسرائيلية عسكرية أتت من تل أبيب ؟
مصادر نيابية : اما ان يتحرك القضاء لكشف الحقائق او يحاكم السلطة السياسية القائمة .
الفلتان الامني الذي تعيشه الساحة اللبنانية مرده وجود طواقم كثيرة من الاستخبارات العربية والعالمية في بيروت والمناطق، ومنها اجهزة استخبارات الموساد واخرى لدول عربية حليفة للموساد او انها جاءت في مهمة مساعدة او استطلاع ورصد. فمنذ تولي قوى 14 شباط مهمة الامن الداخلي بات الفلتان الحدودي الجوي والبري والبحري لا حدود له، فأجهزة 14 شباط الامنية لم تعط تفسيرات واضحة عن كواتم الصوت والمسدسات التي جاءت للسفارة الاميركية عبر مطار بيروت.
- كيف دخلت المجموعات الفلسطينية المسلحة الى المخيمات ولم تكتشفها اجهزة الداخلية، بل كشفت عنها لاحقاً.
- دخول ابو حمزة المصري ومكوثه في الشمال بعد نفيه من بريطانيا وكيف خرج.
- القيام برحلات جوية سرية عبر مطار بيروت لنقل سجناء اعتقلتهم القوات الاميركية في اكثر من مكان في العالم وقد اعترفت مديرية مطار تل ابيب بهذه الرحلة الاشهر الماضية.
- الكشف بالامس عن طائرة عسكرية اسرائيلية حطت في مطار بيروت في 21 تشرين الثاني الماضي حيث نزل منها عشرة اشخاص ودخلوا الاراضي اللبنانية فيما ظل الرجل الحادي عشر في المطار ثم غادرت الطائرة العسكرية وعلى متنها 9 أشخاص غير الذين تم انزالهم، وبالطبع رحلة الطائرة من مطار بن غوريون الى مطار بيروت في رحلة مباشرة غير مفهومة، علما ان اسرائيل دولة عدوة للبنان وهو في حالة حرب معها. الا اذا كانت سلطة 14 شباط الراهنة الغت العداوة بينها وبين اسرائيل.
- وجود بعض الخبراء الاميركيين في مطار بيروت يتقاضون رواتب شهرية تصل الى 120 الف دولار شهريا لم يعلم مجلس الوزراء بوجودهم ولا يعرف ما هي طبيعة مهمتهم.
- توزيع السلاح على ميليشيا تيار المستقبل وجلّ «قبضاياتهم» عملوا سابقا مع المخابرات السورية وقبلها مع الاحزاب اللبنانية والفلسطينية.
- التهديدات التي مورست وما تزال على بعض الشخصيات الاسلامية السنية التي لها مواقف معارضة لتيار المستقبل، وتهديدها بالنفي من مناطق او الاعتداء على منازلها، كما حصل مع العديد من مشايخ وشخصيات الطائفة السنية كالرئيس سليم الحص في بيروت والشيخ زهير جعير والنائب السابق زاهر الخطيب في برجا.
اسئلة كثيرة تكشف عنها مصادر سياسية ونيابية رفيعة المستوى تتابع ملفات ممارسة وزارة الداخلية خصوصا في زمن تولي الدكتور احمد فتفت وزارة الداخلية بالوكالة بعد الضغط على الوزير حسن السبع للاستقالة اثر احداث الاشرفية، حيث التظاهرة التي دعت اليها دار الفتوى وبعض الجمعيات التابعة لقوى 14 شباط استنكارا للتعرض للرسول محمد.
تضيف المصادر ان وزارة الداخلية وتحديدا في عهد الوزير فتفت فتحت ابواب لبنان لمثل هذه الحالات ولم تقم بعملها كوزارة لجميع اللبنانيين، بل تعاطت مع الامور على انه رئيس ميليشيا يعمل على تسليحها وتحويلها كما صرح في احد الصحف الاجنبية التي ردت عليه بعد نفيه الخبر، واكدت ان وزير الداخلية اللبنانية بالوكالة صرح لها بكلامه المنشور في صفحاتها.
المشكلة الاساسية التي تتحدث عنها المصادر النيابية والسياسية في هذا الصدد في حالة الفلتان الامني القائمة في البلد، اذ تكرار عمليات اطلاق النار على المواطنين في رويسات البلوط وقبلها في قصقص وسقوط شهداء من المعارضة وهروب الفاعلين الى امكنة معروفة لم يحمل وزارة الداخلية ــ وفي عهد فتفت على القبض على هؤلاء، بل اضطر الجيش عبر مخابراته للتدخل من اجل القاء القبض على هؤلاء المتورطين ولا يعلم مصيرهم القضائي حتى اليوم، فيما الزملاء في «نيو. تي. في» وعلى رأسهم الزميل فراس حاطوم الذي كان يقوم بعمله الصحافي المهني جرى توقيفه مع زملائه فورا علما انه دخل شقة الصديق غير المختومة بالشمع الاحمر ولا يوجد عليها حارس قضائي، واصبح فراس حاطوم متهماً بانه سارق موصوف ويلعب بالادلة، فيما محمد زهير الصديق يعيش الحياة الرغيدة في باريس بحماية المخابرات الفرنسية ويتنقل كملك وهو محكوم بالكذب والشهادة الزور من محكمة فرنسية، فيما ترفض فرنسا شيراك مساعدة لجنة التحقيق الدولية في تسليمه لها كما رفضت فرنسا ـ شيراك اعادته للبنان رغم تعهدات الرئيس العماد اميل لحود. كما ان فرنسا ـ شيراك رفضت تسهيل مهمة القاضية اللبنانية في استجواب شاهدهم محمد زهير الصديق.
وتشير المصادر الى كلام الامين العام للسيد حسن نصر الله الاخير حول تولي جهاز امني لبناني محاولات تتبع وجود السيد نصر الله بهدف اغتياله في حين ان السنيورة رد انه يريد التحقيق بهذا الامر، لان في القضية خيانة وطنية، ولم يسمع احد في لبنان عن ماهية التحقيق الذي امر في اجرائه السنيورة، وهل بالاصل امر بالتحقيق باتهام السيد نصر الله ومن هو هذا الجهاز. ثم يأتي كلام الرئيس سليم الحص في مقالته في الزميلة السفير الذي اشار فيه الى «انه يشعر ان السلطة تعرف المجرمين وراء اغتيال الوزير والنائب بيار الجميل ولا تريد ان تكشف عنهم ولم يصدر عن الحكومة ما ينفي كلام الرئيس الحص او يؤكده».
واختتمت المصادر النيابية والسياسية ان هذه الفضائح واخرها الطائرة العسكرية الاسرائلية التي حطت في مطار بيروت تتطلب تحركا قضائيا سريعا، لان في القضية فضيحة كبرى لسلطة 14 شباط وبذلك تؤكد الاتهامات التي تصدرها المعارضة الوطنية ضدها، والا على السلطة ان تذهب الى المحاكمة فوراً.