المتسولون يضيفون استجداء الطعام إلى أساليب تطوير المهنة

حجم الإنفاق على التسول في السعودية يقارب 700 مليون ريال سنويا

الرياض: منيف الصفوقي
طور المتسولون في مدينة الرياض أساليب سؤال الناس فبعد ما يزيد على العامين في احتلال إشارات المرور الضوئية للتسول عندها ما جعلها تتحول إلى مستعمرات خاصة بهم، تحولوا إلى نوع جديد من أشكال الاستجداء حيث عمدوا إلى اقتسام مطاعم الوجبات السريعة.
واللافت في هذا التوجه الجديد أنه جاء متزامنا مع سلاسل مطاعم الوجبات السريعة المعروفة، حيث أن الحالات الفردية تأتي بشكل عرضي لكن التحول إلى ظاهرة متزامنة يشير إلى أن هناك شبكات متخصصة تدير عمليات التسول.
والأسلوب الجديد يركز على بقاء المتسول خارج المطعم يرقب السيارات التي تتوقف وبعدها يلحق بالداخل ثم يطلب منه أن يشتري له وجبة، وفي أحيان كثيرة تكون الوجبة معروفة سلفا للمتسول إلى جانب أن بعضهم، خصوصا كبار السن لا يتوقف عند اعطائه الوجبة بل يتعدى إلى أن يكون المشروب خاليا من السكر والأكل قليل الدسم وبعضهم يضيف إلى الوجبة الآيس كريم.
والملاحظ على الغالبية من المتسولين الجدد أنهم من فئات سنية متفاوتة لكنها في المقابل لا توحي أنهم متسولون حيث أن الشباب منهم من السعوديين قادرون على العمل، لكن حركتهم تشير إلى أنهم يعانون من اضطراب عقلي، أما كبار السن فلا يوحون بالعوز إضافة إلى ان لهجتهم لا تنم عن أنهم سعوديون في الوقت الذي لا تظهر عليهم ملامح الفاقة.
بعض الذين تعرضوا لمطب المتسولين التصدق عليهم بالطعام أكدوا على أن قناعاتهم تنحو إلى أن هؤلاء المتسولين هم مجرد مخادعين لكنهم لا يستطيعون ردهم حيث أن تقاليد المجتمع تحض على الإطعام مشيرين إلى أن المتسول لو طلب مالا لما أعطوه لعلمهم المسبق أنها محاولة للاحتيال عليهم لكنه يطلب أكلا يقتاته.
من جهتها حذرت لجان عاملة في متابعة أحوال المعوزين ورعايتهم من ممارسات المتسولين مبينة أنها طريقة جديدة في الاحتيال كون المطاعم المقصودة تعتبر من المطاعم الفاخرة والوجبة تكلف فيها ما يزيد على 20 ريالا يسترجعها المتسول من المطعم فور خروج المحسن ومع تكرر المشهد يصبح معلوما لدى العاملين في المطعم الحيلة التي يمارسها المتسول ولهذا يقبضون الثمن ثم يعيدونه إلى المتسول كاملا أو يقتطع منه جزء بصفة شخصية بين المتسول والمحاسب في المطعم.
وكانت إدارات مكافحة التسول في عموم مناطق السعودية اشتكت من عدم تعاون المواطنين معها في ما يخص محاولاتها القضاء على ظاهرة التسول، حيث بينت أن السعوديين يساعدون على تفشي الظاهرة من خلال الأموال التي تقدم للمتسولين إلى جانب أنه في حال القبض على أحد المتسولين يهرع بعض الأشخاص إلى محاولة تخليصه من رجال مكافحة التسول باعتبار أنه مسكين أخرجته فاقته.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية أعلنت في وقت سابق أن عدد المتسولين الذين تم القبض عليهم حتى نهاية العام الماضي بلغ 19827 متسولا ومتسولة من جنسيات مختلفة منهم 3590 سعوديا.
بينما يقدر عددهم نحو ما يقارب 150 ألفا في الشوارع السعودية الغالبية العظمى منهم يوجدون في مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة فيما تتوزع النسبة المتبقية في المدن السعودية الأخرى مثل الرياض والمنطقة الشرقية.
ويقدر أن حجم الإنفاق على التسول في السعودية يقارب 700 مليون ريال سنويا بسبب زيادة مواسم الإنفاق ومنها شهر رمضان والعيد وموسم الحج وأن 80 في المائة من المتسولين غير سعوديين يرحل سنويا منهم ما يزيد على 19 ألف متسول في حين يضبط سلاح حرس الحدود السعودي عشرات الآلاف ممن يحاولون التسلل إلى داخل المملكة لأغراض متعددة، بينما قدر تقرير لليونيسيف في اليمن أن ما يزيد على 50 ألف طفل يمني يهربون سنويا إلى خارج اليمن من خلال تسللهم إلى البلدان المجاورة وأن أغلبيتهم يعبرون إلى السعودية.