شركتي الطيران دالتا» و«نورث ويست يعلنا افلاسهما

بين محللون في صناعة الطيران التجاري الاميركي، ان شركتي «دالتا» و«نورث ويست» اللتين أعلنتا إفلاسهما الاسبوع الماضي، ربما تندمجان لتضمنا إمكانية الاستمرار.
وأوضحوا انه سبق وأن ناقشت الشركتان، وهما من أكبر خمس شركات طيران في اميركا، موضوع الاندماج ولم تكن نقاط الخلاف بينهما جوهرية، ولكن ولكي تقبله الانظمة فعليهما اثبات انهما لن تستطيعا العمل من دون الاندماج.
وتركز «دلتا» في رحلاتها على داخل الولايات الشرقية، وتسير رحلات متعددة على امتداد الاطلنطي، في حين يركز طيران «نورث ويست» على رحلات آسيا.
وكانت قد أدت الارتفاعات العالية والمتواصلة لأسعار النفط من جهة، والمنافسة القوية مع شركات الطيران الصغيرة قليلة التكلفة من جهة ثانية، الى إعلان إفلاس الشركتين. ولم يسعف شركات الطيران الكبرى رفع أسعار تذاكر السفر على رحلاتها، لأن الزيادة لم تكن لتقابل اسعار الوقود المرتفعة مما جعلهم يتكبدون خسائر فادحة وديونا متراكمة. ولم تلجأ شركات الطيران الصغيرة لذلك واحتفظت بأسعار تذاكر مقبولة وواصلت رحلة المنافسة مع الشركات العملاقة، حين تمكنت من تقليل تكلفة تشغيلها وادارتها. وكان اول تلك الزيادات في يناير (كانون الثاني) الماضي، عندما رفعت بعض الشركات اسعار تذاكرها الى ما يقارب 20 دولارا على الرحلة ذات العودة، ثم جاء اكبر ارتفاع تفرضه شركات للطيران في مواجهة ارتفاع اسعار الوقود، ما بين 27 الى 30 في المائة، وذلك في منتصف شهر يونيو (حزيران) الماضي. وقال مراقبون إن إعلان إفلاس الشركتين دليل على أن عملية مواصلة عمل كل منهما لن تكون سهلة بدون التعامل مع مشكلتي العمالة وتكلفة المتقاعدين، والذي قد يفسر بأنه ضرورة ربما تساهم في قبول قرار دمج الشركتين.
وقررت «دلتا» بعد إعلان إفلاسها، مواصلة العمل بعدد أقل من الطائرات وعدد أقل من الموظفين، ومن ذلك الاستغناء عن 9 الاف موظف من مجموع موظفيها البالغ 60 الف موظف لتوفير 3 مليار دولار قبل نهاية عام 2007 كجزء من خطة إعادة بنائها وكوسيلة لتقليل خسائرها وإخراجها من دائرة الافلاس التي طالما عانت منها في العامين الماضيين، وترغب كذلك في تخفيض دخل موظفيها وتحييد الحوافز التي كانت تعطى لهم، لتوفر 930 مليون دولار.
وتراكمت ديون «دلتا» لتصل الى 20 مليار دولار، لا سيما بعد اعصار كاترينا الذي أدخل الشركة في تجربة التعامل مع أسعار وقود غالية التكلفة عندما تجاوزت أسعار النفط 70 دولارا للبرميل من النفط الاميركي الخام. وتسعى «نورث ويست» لتوفير 1.1 مليار دولار من تكلفتها سنويا، ووافق جميع الطيارين لديها على تخفيض تكلفتهم 265 مليون دولار سنويا، والآن تسعى الشركة لتقليص جزء اضافي من التكلفة يصل الى 320 مليون دولار.
وحسب تقارير جمعية النقل الاميركية، فإن نصف صناعة الطيران في اميركا تعمل تحت مظلة الافلاس، ومنذ الحادي عشر من سبتمبر 2001 وحتى نهاية 2004، وصناعة الطيران تتعرض لخسائر وصلت في اميركا الى 32.3 مليار دولار الى جانب خسائر اخرى تقدر بما يقارب 9 ـ 10 مليار دولار مع نهاية العام الجاري، وقليل من المحللين يتوقعون أن تكون هناك مكاسب. وكانت «ينايتيد ايرلاينز» قد أعلنت إفلاسها في 2002، وشركة «يواس ايرويز» لم تزل تعاني من الديون منذ عام 2001.
وأنشئت «نورث ويست»، ومكتبها الرئيسي في مينيسوتا، والتي تعتبر رابع أكبر شركة طيران، في عام 1926، وتقل يوميا 160 ألف مسافر على متن 1450 رحلة بأسطول جوي سعته 445 طائرة. وتعتبر «دلتا»، وإدارتها في اطلانطا، ثالث أكبر شركة طيران في اميركا أنشئت عام 1928 في مونراو لويزانا وتطير الى 1870 وجهة يوميا بعدد ركاب 340 الف راكب يوميا ولديها 528 طائرة.