كيف بدأ الاشكال في الجامعة العربية؟

هي قصة وطن حاول القناصة تطويقه من أسطح المباني، فإنتفض على ثقافة الموت المطعَم بنكهة ميليشيات الحرب الأهلية. وإن كانت القصة إنتهت بعدد من الشهداء ومئات الجرحى، ففتيلها قد أشعل لكي تحترق البلاد طولا بعرضا بحيث لا يبقى للحل سبيل ولا للصلح مطرح.

الساعة التاسعة صباحا...

رسالة قصيرة SMS تصل إلى جميع طلاب تيار المستقبل في الجامعة اللبنانية: "إلى جميع طلاب شباب المستقبل في الجامعة اللبنانية، إتركوا الجامعة الآن، ولا تعاودوا الذهاب إليها لتفادي أي مشكلة هناك حتى إشعار آخر".

تفادي المشكلة في الجامعة اللبنانية، ليس هدفه تفادي المشاكل بشكل عام، بل انسحاب إحتياطي وتأمين عناصر شغب تحضيراً لمهاجمة طلاب جامعة بيروت العربية العائدين إلى جامعتهم بعد يومين من الإضراب العام.

بدأت الإستفزازات داخل الجامعة لطلاب المعارضة، عبر التعرض للطلاب الذي يرتدون اللون الأسود لمناسبة عاشوراء من خلال توجيه الشتائم والإهانات، ليتدخل عقب ذلك أمن الجامعة متواطئاً ويسحب عدداً كبيراً من طلاب المعارضة إلى الإدارة ويمنع فتيات المعارضة من الخروج بالتوازي مع السماح لبلطجية ميليشيا تيار المستقبل بالدخول إلى حرم الجامعة والتعرض للطالبات ومعظمهن من المحجبات من خلال الضرب والشتم.

ومن ثم عمت الفوضى، وإنتشر المسلحون والقناصون المفروزين لتيار المستقبل من قبل الميليشيات صاحبة الخبرة في الحرب الأهلية، على أسطح المباني المجاورة للجامعة وبدأت حملة القنص التي لم يسلم منها حتى الجيش والصحافيين