ما هي الهيئة التي خلق عليها كل من الإنس والجن ؟
أما الهيئة التي خلق الله تعالى عليها الإنس فهي جميلة ، يقول الله تعالى : {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم } .
فالإنسان مكرّم في خلقه ، قال الله تعالى : { ولقد كرمنا بني آدم } .
ولهذا قال بعض العلماء كالشافعية : " أن الإنسان لو كانت امرأته في غاية الحسن ، ثم قال لها : أنت طالق إن لم تكوني كالقمر ، فلا تطلق المرأة بهذا القول ؛ لأن الله تعالى يقول : {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم } " .
هذا من ناحية الإنس ، أما الجني فإنا لم نراهم قطعا كما قال الله : { إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم } ، لكن الجن مستقر في أذهان البشر جميعا أنه قبيح الخِلقة ، وهذا يؤيده ظاهر القرآن ، قال الله تعالى عن شجرة الزقوم : { طلعها كأنه رؤوس الشياطين } وهذا من أساليب العرب في كلامها ، فالعرب لم تر الشياطين حتى تُشبَه لهم شجرة الزقوم بأن طلعها كأنه رؤوس الشياطين ، لكن استقر في الأذهان وفي طباع الأنفس عند الناس جميعا أن الجن والشياطين منهم على وجه الخصوص قبيحي الخلقة ، فعاملهم الله تعالى بنفس أساليب كلامهم ، والقرآن الكريم نزل عربيا ، فالجن في الأظهر أنهم غيرُ حسنِ الخلقة ، وقد يُقال أن هذا منصرفٌ لشياطينهم فقط وهذا قول جيد ، لكن لا نستطيع أن نجزم به .رابعاً : القدرة التي منحوا إياها