SourGroup
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

SourGroup

مدينة صور
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هل فقدت فكرة «الوطن» جاذبيتها عند الشباب العربي تامر حسني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mohamad

mohamad


ذكر
عدد الرسائل : 191
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 21/02/2007

هل فقدت فكرة «الوطن» جاذبيتها عند الشباب العربي تامر حسني Empty
مُساهمةموضوع: هل فقدت فكرة «الوطن» جاذبيتها عند الشباب العربي تامر حسني   هل فقدت فكرة «الوطن» جاذبيتها عند الشباب العربي تامر حسني Icon_minitimeالإثنين أبريل 02, 2007 6:48 pm

هل فقدت فكرة «الوطن» جاذبيتها عند الشباب العربي تامر حسني Art.369301
تهرب الفنان تامر حسني من التجنيد فخرجت مظاهرات لتأييده
القاهرة: إيهاب الحضري

مشهد عبثي لكن عدم الالتفات إليه يفجر كوارث مستقبلية. في محكمة جنايات شمال القاهرة، اجتمع عدد كبير من الشباب والفتيات، رغم أنه يوم دراسي عادي، إلا أن القضية أهم. فالمطرب الشاب تامر حسني ينتظر الحكم في جريمة تزوير مستندات رسمية، قبلها بأسابيع كان قد حكم عليه بالسجن عاما من محكمة عسكرية كعقوبة له على تهربه من التجنيد.
الحدث لم يكن يخلو من مفارقات تؤكد قول المتنبي: «وكم ذا بمصر من المضحكات»، وبالفعل «ولكنه ضحك كالبكا».
غير أن البكاء هذه المرة، لم يعد قاصرا على مصر وحدها، فقد امتد إلى بلدان عربية أخرى، أصبح فيها تامر حسني بطلا قوميا لدى آلاف الشباب والفتيات الذين اجتمعوا حول هدف واحد وهو مناصرته! في المقابل كانت منظمات حقوق الانسان تنتقد أوضاع سجناء الرأي في عدد من الدول العربية، من دون أن ينتبه أحد إليها. هنا تبلغ المفارقة حدتها، فالذين يناضلون من أجل الحرية يذوبون أمام مجانين المطرب الشاب الذي تهرب من التجنيد، ربما نتيجة اقتناع بأن أغنية وطنية سبق له أن أداها قد تسقط عنه هذا الواجب وإلى الأبد! كان يمكن للحدث كله أن يمضي في إطار حالة من الخواء العام لولا أن هناك ظواهر عديدة صاحبته على مدى شهور. فقبل يوم المحاكمة بأسابيع كانت هناك دعوة لتظاهرة بالسيارات لمناصرة المطرب المقبوض عليه. وفي يوم المحاكمة سألت صحافية، في جريدة «أخبار الحوادث» الأسبوعية، بعض الشباب الذين حضروا المحاكمة عن رأيهم وكتبت التالي: «إحدى الفتيات التي تركت محاضراتها وحضرت للمحكمة انخرطت في بكاء حار بعد أن شاهدت تامر حسني في ملابس السجن، وعندما سألناها عن اهتماماتها السياسية ومتابعتها للوضع الراهن في فلسطين والعراق والأحداث الداخلية، أكدت أنها لا تتابع سوى اخبار تامر حسني، وقالت سياسة إيه؟ المهم تامر. نفس الموقف صادفناه مع جميع الشباب الذين حضروا الجلسة». السؤال عما كان يحدث في اللحظة نفسها في أماكن أخرى كالعراق وفلسطين، يصبح تافها أمام مصير تامر حسني. والمدافع الموجهة إلى صدور أبناء هذين البلدين، تصمت مع تلك الأنفاس التي احتبست قبيل لحظات من النطق بالحكم. وفور إعلان القاضي حكمه بالسجن سنة مع وقف التنفيذ، ربما عادت المدافع إلى الانطلاق، لكن أحدا لم يسمعها لأن صوتها محكوم عليه بالاختفاء وسط صخب الصرخات الفرحة بالحكم والدموع التي لم تنهمر من قبل حتى عند مشاهدتها المآسي التي تسوقها نشرات الأخبار.
المشكلة الكبرى هي أن (مريدي!) تامر حسني لا يرون في التزوير او التهرب من التجنيد خطأ، والقضايا المصيرية تتلاشى أمام سجن مطربهم الشاب، الذي اعتذر في النهاية، لا لأنه أخطأ، إنما لأنه كان ساذجا فجعل الآخرين يخدعونه. وسط هذا العبث يصبح السؤال عن مفهوم «الانتماء» و«المواطنة» أمرا مهما، خاصة أن القضية بتفاصيلها تقدم تصورا لما يمكن أن يحدث مستقبلا في حال تجدد الصراع العسكري العربي ـ الإسرائيلي.
قبل سنوات طويلة كتب يوسف القعيد روايته «الحرب في بر مصر»، وكان التهرب من التجنيد محورا أساسيا فيها. وهي تحكي عن فقراء خاضوا الحرب بينما حصد الأغنياء ثمارها. وفي القضية الجديدة المثارة تتفجر عشرات الدلالات المقلقة التي يتحدث عن بعضها القعيد قائلاً: «يوجد انقلاب في القيم، تامر حسني كان يؤدي غنوة وطنية في الوقت الذي يتهرب فيه من التجنيد. إنها مفارقة تطرح تساؤلا أكبر عن معنى كلمة الوطن». إنه جيل وجد نفسه يعيش في بروفة وطن، كل شيء غير حقيقي، من هنا ظهر مفهوم آخر: إنه مفهوم «الوطن الترانزيت»، فكثيرون ينتظرون إنهاء تجنيدهم لكي يغادروه إلى الخارج مع أول فرصة متاحة. من هنا أرى أن ما يحدث خطير، خاصة مع زيادة مبيعات ألبوم تامر حسني، الذي طرح في الأسواق أثناء سجنه. هذا يشير إلى أننا لم نعد نملك حصانة وطنية، وأننا في حاجة إلى مراجعة مفهوم الانتماء لدى الشباب».
مبيعات ألبوم تامر حسني المرتفعة لم تقتصر على مصر. فالتقارير الصحافية تشير إلى أن معظم الدول العربية، شهدت إقبالا حادا على الألبوم. وعندما سئل بعض الشباب عن ذلك أكدوا أنهم يفعلون ذلك لمناصرة مطربهم المحبوب. لكن الصورة تبدو أقل سوداوية إذا استحضرنا آراء أخرى لشباب آخرين، ربطوا بين ما يحدث وقضايا كبرى. ربما يكون مناسبا هنا استحضار فقرتين لا تخلوان من دلالة، على أحد المواقع الإلكترونية، أحدهم كتب يقول: «على فكرة تامر حسني (الهارب من الخدمة العسكرية) غنى أغنية لمصر اسمها لو كنا بنحبها، اكيد عارفينها، وغنى أهم جملة في الأغنية لما قال: وعيون صاحية تخلي بالها من أرضها وبكده المفروض نعتبره أدى الخدمة العسكرية». نفس الشخص كتب عن هيثم شاكر المطرب الثاني الذي قبض عليه في نفس القضية وبالتهمة ذاتها قائلا: «وكمان هيثم شاكر قال ارمي حمولك عليا وانا اشيل عنك شوية، احنا كده ظلمناهم لأن هم عملوا اللي عليهم، والأغاني اللى غنوها كانت زى المدفع في وش العدو، أنا طبعا باهزر لأني مخنوق جدا من النجوم دي اللي هم قدوة لشباب مصر كلهم».
بعض الآراء الشابة التي أخذت هذا المنحى الساخر، جعلت د. فتحي الشرقاوي، أستاذ علم النفس في «جامعة عين شمس» أكثر تفاؤلا من يوسف القعيد، حيث قال: «المجموعة التي تظاهرت من أجل تامر حسني أو حضرت المحاكمة، لا يمكن تعميمها على كل شباب مصر. هناك قلة من الشباب تنتفي لديهم قيمة الانتماء وليس الأكثرية»، لكنه لا ينكر أن الموضوع يحتاج إلى وقفة: «مكمن الخطورة يتمثل في احتمالية تزايد هذا العدد مستقبلا، وأحد المؤشرات التي لا بد من أخذها في الاعتبار، أن هناك عددا من الشباب ناصروا فنانا مدانا في قضية مرتبطة بالوطن ولم يروا فيما فعله خطأ، وهذا يعني أننا نسير في اتجاه خطأ». لكن ألا تعني المبيعات الهائلة للألبوم أن هناك عددا كبيرا من الشباب لم يشاركوا في التظاهرات لكنهم ساندوا تامر بطريقة مختلفة؟ يجيب د.الشرقاوي، المتخصص في علم النفس السياسي: «الأمر لا يتعدى كون كل ممنوع مرغوبا، ليس هذا تعاطفا مع الفنان بقدر ما هو نوع من سيادة ما يسمى بالنزعة السطحية في التعامل مع الأمور، بل إنني أتوقع أن يحاط تامر بعد خروجه من السجن بهالة إعلامية هائلة. فالعقلية العربية تعتمد على سرعة النسيان، والانفعالية في الحكم على الأمور. وهو ما سيحول القضية كلها إلى ما يشبه الحملة الإعلامية الضخمة التي تعتمد أساسا على ما يمكن أن نطلق عليه اسم سيكيولوجية الوصمة». هل تبعث كلمات الشرقاوي على الأمل أم تدفع بالإحباطات إلى مسارات جديدة بعيدا عن مفاهيم الانتماء والوطنية؟
قبل أن تدلي برأيها في الموضوع، اتجهت د. نجلاء راتب، أستاذة علم الاجتماع في «جامعة بنها» إلى ابنها ذي الخمسة عشر عاما وطرحت عليه عددا من الأسئلة حول رأيه في ما ارتكبه تامر حسني، وهل أثر ذلك على إعجابه به، فقال إنه يحب تامر كمطرب لا كإنسان، وان سبب شعوره بالحزن كان قاصرا على احتمالات انه لن يسمعه يغني خلال الفترة المقبلة. وتساءل الفتى عن مبررات التجنيد، خاصة أننا لسنا في حالة حرب!! ومما قاله أيضاً «حتى لو ارتكب تامر جريمة قتل، لم أكن لأغير وجهة نظري، لأنني أتعامل معه كمطرب وليس على مستوى شخصي». وعلقت الباحثة نجلاء راتب بالقول: «هذه الإجابات التي سمعت مثلها من آخرين، تؤكد عددا من الحقائق الخطيرة. فقد اهتزت فكرة الانتماء للوطن بشكل مرعب لدى جيل الشباب، مما يستدعي إطلاق أجراس إنذار. كما أن فكرة القدوة تغيرت أيضا. قديما كان الفنان يمثل قدوة تلهب بداخلنا الأحاسيس الوطنية. ويكفي أن نسترجع أغنيات عبد الحليم حافظ الوطنية مثلا، ونتذكر كيف أسهمت في توعيتنا سياسيا، لندرك أن المقارنة تفرز دلالات لا ينبغي إهمالها. فبعد أن كنا نتوحد مع الفنان لأنه نموذج، أصبح المطرب أشبه بمهرج السيرك، يحبه الشباب دون أن يتوحدوا معه، لأنهم أصبحوا يفصلون بين نوعيات مختلفة من العلاقات في حياتهم. وربما يكون هذا جيدا في عصر أصبح فيه الفنان جزءا منظومة فاسدة، مما يجعله يرتكب الجريمة ويعاقب دون أن يعني ذلك أنه انتهى فنيا».
لكن د. فتحي الشرقاوي يرى أن الربط بين جريمة تامر حسني وتغير مفهوم الانتماء غير مبرر، وهو نوع من الترف الثقافي، فيما تعتبر د. نجلاء عكس ذلك لأن: «الظاهرة ليست تافهة، وغياب القدوة من أذهان الشباب، يجعلهم يشعرون بالتخبط. وأنا أرى أن المشكلة تتعلق بمنظومة كاملة يتداخل فيها الاجتماعي مع الاقتصادي والسياسي. والأمر يحتاج إلى تغيير جذري ومشروع قومي يلتف حوله الشباب».
في هذه اللحظة تحديدا ربما تكون هناك فتاة في مصر أو المغرب أو السعودية تسمع أغنيات تامر وتغالب دموعها التي تكاد تفر حزنا على مطربها المسجون. وقد يكون هناك ملايين آخرون، يفكرون في كيفية تدبير لقمة العيش من دون أن يعنيهم كل هذا الهراء، وحده الوطن يضم كل هؤلاء وهو يستنجد بهم. فالخطر قائم أو محتمل، والانتماء إن لم يكن مفقودا، فإنه يظل في أحسن الأحوال مهددا بأن يصبح مرفوعا من الخدمة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هل فقدت فكرة «الوطن» جاذبيتها عند الشباب العربي تامر حسني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
SourGroup :: منتديات المواضيع العامة :: منتدى الاغاني-
انتقل الى: